هل يمكن أن يقوم علما للسكان باللغة العربية؟ الإجابة على هذا السؤال ليست سهلة بتاتا لكن تقتضي بعض الملاحظات بهذا الخصوص:
أولا‘ لا يوجد بعد علم للسكان باللغة العربية؛ كل ما هنالك هو بعض المحاولات لتقديم آراء و أفكار و بعض الأبحاث ذات الصبغة السكانية يشوبها غالبا استعمال مختلف للمصطلحات من كاتب إلى آخر. توجد إسهامات كثيرة باللغة العربية فيما يخص الجغرافيا البشرية‘ لكنها تتميز عن علم السكان.
ثانيا‘ نشأ علم السكان أو الديمغرافيا في أوروبا و بالتحديد في انجلترا على يد جون غراونت و وليام بيتي في أواخر القرن التاسع عشر‘ و تطور هذا العلم في البلدان الصناعية و في عدد من اللغات و لم يتطور باللغة العربية.
ثالثا‘ يوجد مرجع مهم للمصطلحات السكانية وضعته الأمم المتحدة في أربع عشر لغة بما في ذلك العربية و هذه خطوة مهمة لفهم هذه المصطلحات باللغة العربية و اتفاق الباحثون العلميون بشأنها و المساهمة في تطويرها.
رابعا‘ لا يكفي ترجمة المصطلحات من لغة إلى أخرى من أجل تقدم العلم لأن اللغات لا تشتمل على نفس الكلمات بحيث يمكن ترجمة و احدة بأخرى و أيضا لأن اللغة تتطور بتطور العلم و ليس اختلاق التراجم العربية من التقدم العلمي في شيء.
خامسا‘ المسألة تتعلق إذن أولا باستعمال مصطلحات عربية تحظى باتفاق المؤسسات العلمية الدولية و العربية و ثانيا باستيعاب علم السكان في أصوله اللغوية الأوروبية و تشجيع البحث العلمي في هذا المجال من أجل خلق تصورات و مفاهيم عربية للمساهمة في التطور الكوني لهذا العلم.