منتدى واحة الديمغرافيا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علمي متميز يهتم بكل ما له علاقة بالسكان والديمغرافيا


    الخصائص الاجتماعية للهجرة (تابع اا)

    عمرو قضاض
    عمرو قضاض


    المساهمات : 97
    تاريخ التسجيل : 19/04/2013
    العمر : 69
    الموقع : a.kodade@yahoo.com

    الخصائص الاجتماعية للهجرة (تابع اا) Empty الخصائص الاجتماعية للهجرة (تابع اا)

    مُساهمة  عمرو قضاض الثلاثاء ديسمبر 24, 2013 4:29 pm


    3) عوامل الاندماج
    يتوقف اندماج الشخص المهاجر في وسطه الاجتماعي الجديد على مجموعة من العوامل أو الوسائل:
    أ) موقف الحكومة و عملها بشأن الهجرة. فالسياسة الحكومية و البرامج التي تضعها في مجال الهجرة و التدابير التي تتخذها لتسوية وضعية المهاجر’ كما هو الشأن حاليا في المغرب على إثر المبادرة الملكية السامية’ تفتح و لاشك الآفاق أمام المهاجرين و المهاجرات ليس للإقامة في المغرب فحسب و لكن أيضا للحق في ولوج الشغل و الاستفادة من باقي الحقوق التي يتمتع بها المواطنون المغاربة . هذا الشرط هو الأساس الأول الذي يقوم عنه وضع المهاجر.
    ب) موقف السكان الذين يعيش المهاجر بين ظهرانيهم . و هو موقف يعبر عن مدى تقبل السكان للآخر و التعايش معه و هو نابع من ثقافة المجتمع و تقاليده العريقة في الإيواء و الاستقبال و الجوار . و المغرب كبلد إسلامي عريق يعتز بكل من دخل في حصنه و لجأ إلى ثغره و احتمى بحماه ؛ و هو بحكم انتمائه إلى القارة الأفريقية يزخر بتنوعه الثقافي بين ما هو أمازيغي و عربي و أفريقي’ و لذلك كان المغرب في مأمن من الصراعات الإثنية و اضطهاد الأقليات الثقافية . ثم أن للمغرب تاريخا مشتركا مع البلدان الأوروبية مثل فرنسا و إسبانيا في الكفاح من أجل الحرية ’ و روابط إنسانية أصبحت مع مرور الزمن روابط أسرية ’ كما أنه تاريخيا يؤثر و يتأثر بالحضارة  الأوروبية ’ و هو اليوم يبذل الجهود الحثيثة للإضفاء على الكونية طابعه الخاص من خلال قراءته و فهمه و تطبيقه للديمقراطية و مبادئ حقوق الإنسان.
    ت) العامل الثالث يتعلق بالبنية الاجتماعية و بقدرتها على امتصاص الهجرة. إن دراسة و تحليل التغير الاجتماعي في المغرب  و التدقيق في الإصلاحات الاجتماعية و الوضع  الاجتماعي الحالي و ملامح الحوار الاجتماعي تظهر كلها بأن البنية الاجتماعية الحالية هي بنية في طور الحداثة. بدأت صيرورة تحديث المجتمع المغربي مند قرون عدة و لكن التحديث  الاجتماعي المعاصر يتجسد أساسا في الهجرة القروية و  وتيرة التعمير الملازمة لها و تطور التعليم و التأهيل المهني و الإصلاحات الكبرى التي تعرفها المملكة مند مطلع القرن الحالي في ميادين شتى تتعلق بالأسرة و الحكامة و الدستور المتقدم و الجهوية المتقدمة و الحريات الفردية و الجماعية و تحديث الإدارة و محاربة الفساد’ الخ ؛ بحيث توفرت للمغرب تجربة رائدة قل نظيرها في العديد من البلدان العربية و الأفريقية على الخصوص. غير أن المغرب لا زال في طور تحقيق التحولات البنيوية في التركيبة القطاعية لليد العاملة ’ ذلك أن الحداثة الاجتماعية   وثيقة الصلة بالحداثة الاقتصادية و هو رهان التنمية الشمولية التي خطى  المغرب فيها  خطوات عملاقة بفضل سياسة الأوراش الكبرى و الاستراتيجيات التنموية القطاعية . و إذن يتوقف اندماج المهاجر على مرونة البنية الاجتماعية و إعطاءه نفس الحظوظ التي عند المواطن في الشغل و الخدمات الاجتماعية و نفس الحظوظ أيضا في التسلق الاجتماعي.
    يؤكد الخبراء على أن الامتصاص الاقتصادي للهجرة شرط ضروري للامتصاص الثقافي بالرغم من كون الثقافة غير مرتبطة بشكل آلي بالاقتصاد.
    ث) موقف المهاجر نفسه و هذا هو بيت القصيد في عملية الاندماج بحيث أن هذا الموقف تجاه البلد المستقبل إنما يتوقف على قدرة المهاجر على التكيف مع وسطه الاجتماعي الجديد و هذا يتعلق بقدراته اللغوية أو على اكتساب اللغة و مهاراته الفنية و حوافزه و سلوكه الاجتماعي’ إذ بقدر ما يكون المهاجر منفتحا و متواصلا مع وسطه الجديد و غير منغلق على نفسه’ بقدر ما تكون عملية الاندماج سهلة. و من الخطأ ترك المهاجر يعيش في غيتوهات منعزلة أو تركه ليصبح عالة على المجتمع .          

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 9:33 am