الرئيسية
الموارد الهيدرلوجية
يبدو أن الضغط السكاني على مادة الماء سيعرف في أفق 2050 خصاصا في الجهات الأكثر مؤهلة للإسكان من العالم – الهند و شمال أفريقيا – و أن 5 ملايير من السكان سيشكون نقصا في هذه المادة الحيوية.الماء مورد طبيعي من الموارد المتجددة و يسوقه الله في الأرض بطرق معقدة تشكل كلها "الدورة الهيدرلوجية" بحيث أن الماء يتبخر تحت تأثير الشمس و ينساق في الفضاء على شكل سحاب ثم ينزل إلى الأرض مطرا أو صقيعا أو ثلجا بعد تجميعه تحت تأثير التغيرات الحرارية.
في الستينيات من القرن الماضي ظهرت أولى الدراسات الوافية عن الموارد الهيدرلوجية على يد كل من جرفيتش و كولاص وشرع وقتها الملك الراحل الحسن الثاني في سن سياسة السدود بالمغرب ’وهي تفيد بأن مياه المحيطات تغطي ثلث أرباع مساحة الأرض و تمثل 350 1 مليون كلم مكعب من الماء ’ وتوجد أيضا 30 إلى 50 مليون كلم مكعب من المياه العذبة المجمدة في الجهات الجليدية القطبية و 300 ألف إلى 400 ألف كلم مكعب من المياه العذبة في الأنهار و البحيرات’ و 200 ألف إلى 300 ألف كلم مكعب من المياه الجوفية.
بناءا على ذلك يمثل مجموع المياه للمعمور أقل من 4 في المائة من المياه المالحة.
يعتبر الماء مادة حيوية لبني البشر و للحيوانات على حد سواء بحيث يحتاج هؤلاء في كل سنة إلى 10 أطنان من الماء الصالح للشرب بالنسبة لكل طن واحد من النسيج الحي.
يتكون الجسم البشري العادي من 15 لتر من الماء و 5 لترات من الدم و للتعبير عن حاجيات الإنسان من الماء يستعمل الباحثون رسما بيانيا على شكل هرم يسمى "هرم الماء" و الذي تتكون عناصره من قدر الماء في الجسم و الماء التي تحتوي عليه المواد الغذائية و السوائل المستهلكة ’ و الاستعمال المتعدد للماء بغرض الطهارة و النظافة و الماء الذي يتم استهلاكه في الطبيعة و من أجل الري و الإنتاج الفلاحي و أخيرا الماء المستعمل في الصناعة. و تجدر الإشارة إلى أن حاجيات الماء في الفلاحة و الصناعة مرتفعة جدا و يسمح بناء السدود و الاستعمال العقلاني للمياه باعتماد التكنولوجيا المتقدمة إلى الحد من تبذير هذا المورد.
و إذا كان الفرد يحتاج بالمعدل إلى استهلاك 3 لترات من الماء في اليوم فإن 10 أشخاص إضافيين بفعل التزايد السكاني يحتاجون إلى 30 لتر إضافية.
فيما يتعلق بالتنمية الهيدرو- فلاحية فأهدافها متعددة من سقي و رفع للإنتاج الفلاحي و رفع لدخل الفلاح و إنتاج للطاقة الهيدرو – كهربائية و حتى للنقل كما جاء في بعض المشاريع الكبرى في بلدان مثل روسيا حول الفولجا و ستالينغراد.
إلا أن المشاريع الحالية تراعي عدم تغيير البيئة و الحفاظ عليها في إطار التنمية البشرية المستدامة.
