منتدى واحة الديمغرافيا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علمي متميز يهتم بكل ما له علاقة بالسكان والديمغرافيا


    الغذاء و التجارة العالمية

    عمرو قضاض
    عمرو قضاض


    المساهمات : 97
    تاريخ التسجيل : 19/04/2013
    العمر : 69
    الموقع : a.kodade@yahoo.com

    الغذاء و التجارة العالمية Empty الغذاء و التجارة العالمية

    مُساهمة  عمرو قضاض الجمعة مايو 23, 2014 11:32 am


    يتوقف استهلاك المواد الغذائية على الإنتاج الغذائي و في حالة عدم استجابة المحصول الغذائي لطلب الاستهلاك الداخلي يتم اللجوء إلى المخزون الاحتياطي أو المبادلات التجارية العالمية أو المساعدات الخارجية إن اقتضى الحال.
    1. فيما يتعلق بحركة التجارة العالمية تختص بعض المناطق بتصدير المواد الفلاحية’ الرئيسية منها و الثانوية’ بينما تختص الأخرى بالاستيراد’ كما أن التوجهات الحديثة للتجارة العالمية بارتباط مع التحولات الطارئة في الطلب الداخلي على هذه المواد جعلت بعض البلدان التي كانت مصدرة بلدانا مستوردة.
    قبل الحرب العالمية الثانية كانت البلدان السائرة في طريق النمو تصدر’ حسب منظمة الفاو’ 8 في المائة من حصيلتها الغذائية و تغير الوضع عندها تماما منذ العقد 1950 – 1960 بحيث أصبحت مستوردة صافية لهذه المواد.
    في سنة 1960 اشترت هذه البلدان ( عدا الصين ) 25 مليون طن من الحبوب الزراعية؛ موازاة مع ذلك أصبحت بعض المناطق مثل أوروبا الغربية التي كانت في الماضي مستوردة أقل ارتباطا ببلدان العالم الثالث بحيث أخذت تعتمد على استيراد المواد الغذائية من المناطق النامية مثل أمريكا الشمالية و جزر المحيط الهادي.
    ازدهرت التجارة العالمية بفضل التحسن الكبير الذي عرفته شبكة المواصلات و بفضل المفاوضات التي ما فتئت ترعاها مؤسسات "الكنوسيد" و "الغاط" و منظمة التجارة العالمية. كذلك ظهرت الشركات العابرة للأوطان و ساهمت في الاستثمار و التبادل التجاري بشكل يجعلها اليوم تتحكم في 40 في المائة من التجارة العالمية للمواد الفلاحية حسب بعض التقديرات.
    مابين 1980 و 1990 كانت حصة التجارة العالمية بين الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد الأوروبي و اليابان تقدر بحوالي ثلث المبادلات و هي نفس الحصة أيضا بداخل الاتحاد الأوروبي. خلال نفس الفترة شهدت أسيا نموا مطردا في مبادلاتها التجارية بينما تقلصت حصة أمريكا اللاتينية ( عدا البرازيل) و أفريقيا حيث المبادلات التجارية الداخلية ضعيفة جدا و القسط الأكبر من المبادلات يتم مع البلدان المتقدمة اقتصاديا.
    اتجه العالم نحو المزيد من التكتلات الاقتصادية الإقليمية: الاتحاد الأوروبي’  أمريكا’ أمريكا اللاتينية’ جنوب شرق آسيا’ المغرب الكبير’ مجلس دول الخليج وهي التكتلات التي أصبحت ضرورية لتقوية العلاقات التجارية خاصة بين بلدان الجوار.
    بلغت صادرات أمريكا الشمالية الفلاحية من مجموع المواد سنة 2010 ’ حسب منظمة التجارة العالمية’ 10,9 في المائة و وارداتها 6,6 في المائة؛ و في أوروبا بلغت نسبة الصادرات و الواردات 10 بالمائة بالتساوي تقريبا؛ و في أفريقيا سجلت الصادرات الفلاحية 10,8 مقابل 15,2 في المائة من الواردات؛ و في الشرق الأوسط 2,5 من الصادرات مقابل 13,0 في المائة من الواردات؛ و في آسيا 6,3 من الصادرات مقابل 8,3 في المائة من الواردات؛ و في أمريكا الوسطى و الجنوبية بلغت الصادرات الفلاحية 28,3 مقابل 9,1 في المائة من الواردات ؛ و في بلدان الكومنولث كانت النسبة 7,6 و 13,8 في المائة على التوالي.
    بناءا على هذه الأرقام يمكن تصنيف مناطق العالم إلى مصدرة صافية للفلاحة : أمريكا الشمالية’ أمريكا الوسطى والجنوبية؛ وأخرى مستوردة صافية: أفريقيا’ الشرق الأوسط’ و بلدان الكومنولث؛ و ثالثة متوازنة أو شبه متوازنة: أوروبا’ آسيا.
    2. تباعا لهذه التغيرات في التجارة العالمية تحسنت منحنيات وفرة المواد الغذائية بالنسبة لكل فرد في العالم بالرغم من محدودية بعض المناطق في الإنتاج الفلاحي بحيث أن التزايد الضعيف نسبيا في وفرة هذه المواد يعوضه ارتفاعا ملحوظا في وارداتها.
    من جهة أخرى ساهمت التجارة العالمية في الحد من مشكلة التزايد السكاني في بعض بلدان العالم الثالث لكن هذا المشكل لم يحل بصفة نهائية؛ علاوة على ذلك انعكس استيراد المواد الغذائية سلبا على التنمية في هذه البلدان لأنه يقلص من احتياطيي العملة الصعبة الضروري لاستيراد وسائل التجهيز الأساسية.
    3. تعاني بعض بلدان العالم الثالث من العجز في ميزانها التجاري و هو العجز الذي ساهمت المساعدات الخارجية في التخفيف منه خاصة من طرف الولايات المتحدة الأمريكية منذ سنة 1950’ لكن برأي الخبراء تصبح المساعدات الخارجية عائقا كبيرا للتنمية عندما يتم اللجوء إليها على نطاق واسع.
    للخروج من مأزق الأزمة الغذائية تحاول البلدان السائرة في طريق النمو تنويع مبادلاتها  التجارية بشكل يجعلها أقل تبعية تجاه الخارج و تطوير فلاحتها خاصة باستعمال البذور الزراعية ذات المردودية العالية .
    و أخيرا تحاول البلدان السائرة في طريق النمو القيام بالإصلاحات الضرورية و التفاوض من أجل الحصول على وضع متقدم في سياسات التعاون و الشراكة الدولية من أجل الدفاع عن مصالحها الوطنية.    

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 5:23 am