منتدى واحة الديمغرافيا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علمي متميز يهتم بكل ما له علاقة بالسكان والديمغرافيا


    التربية و التكوين و البحث العلمي

    عمرو قضاض
    عمرو قضاض


    المساهمات : 97
    تاريخ التسجيل : 19/04/2013
    العمر : 69
    الموقع : a.kodade@yahoo.com

    التربية و التكوين و البحث العلمي Empty التربية و التكوين و البحث العلمي

    مُساهمة  عمرو قضاض الخميس يوليو 17, 2014 11:49 am

    التربية هي أساس التنمية و لا تقدم للمجتمع من دون تربية و تعليم و التربية تنمو و تتطور بتطور الأجيال لأن كل جيل مطالب باستيعاب المعارف في جميع العلوم و التقنيات التي حصلتها الأجيال السابقة لتضاف إليها اكتشافات وابتكارات الجيل الجديد. و التربية تحتاج إلى تخطيط كما أن التنمية تحتاج إلى تخطيط و إذن لا تنمية حقيقية بدون تخطيط للتربية.

    التخطيط في مجال التربية يقوم على تصورين أساسيين: التصور الأول و هو التصور التقليدي و الشائع وهو أن بعض المعارف في بعض المجالات تخول الفرد إمكانية تطوير قدراته و هو ما يعتبر في حد ذاته أحد أهداف التنمية’ فالمجتمع العالم ليس كالمجتمع الجاهل الذي تغلب فيه الجهالة على العقلاء.

    قال المعري: لما رأيت الجهل في الناس فاشيا.. تجاهلت حتى ظن أني جاهل.

    التصور الثاني و هو التصور الذي أخذ يتبلور بعد ملاحظة فشل السياسة التعليمية و من مظاهرها التضخم في الشواهد أو الدبلومات و نتيجته البطالة في صفوف حملة هذه الشواهد و الاكتظاظ في الجامعات و المدارس و الهدر المدرسي و غيرها من المظاهر. من هنا ظهرت أهمية تصور التعليم كشرط مسبق و أساسي للتنمية الاقتصادية باعتبار أن ما يحدد هذه الأخيرة هو الموارد البشرية و ليس الموارد المادية فحسب؛ فدور المنظومة التعليمية في التنمية الاقتصادية ينبغي أن يكون دورا حاسما و هو ممكن عندما ترتكز هذه المنظومة على توسيع كفاءات الفرد و معارفه و تكوينه بحيث تؤدي إلى ظهور مواقف صالحة للتغير الاجتماعي و للتقدم الاقتصادي.

    المنطلق الصحيح للمنظومة التربوية التي تتوخى الأداء الفعلي هو الكف عن اعتبار التربية نفقة اجتماعية و لكن اعتبارها استثمارا في الموارد البشرية. هذا الاعتبار الجديد جدير بأن يحدث تغيرات عميقة في كيفية التخطيط الاقتصادي و الاجتماعي لأن التنمية الاقتصادية مرتبطة إلى حد بعيد بكفاءات الأفراد و تأهيلهم. إذن السؤال هو أية كفاءات و أي تأهيل لتحقيق أية أهداف اقتصادية و اجتماعية؟ يجد هذا السؤال جوابا شافيا عندما ترسخ القناعة بضرورة إدماج البرامج التربوية في الصيرورة العامة للتخطيط الاجتماعي – الاقتصادي. بعبارة أخرى المسألة تتعلق بتحقيق التنمية المندمجة بين ما هو اقتصادي و ما هو اجتماعي و ما هو بيئي. و طبعا الأمر يتطلب تفعيل تقنيات و أدوات و مفاهيم للتخطيط متحكم فيها مع الأخذ بعين الاعتبار الواقع التنموي و الحاجيات الفعلية.

         

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 19, 2024 3:00 am