منتدى واحة الديمغرافيا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علمي متميز يهتم بكل ما له علاقة بالسكان والديمغرافيا


    تقييم و إصلاح المنظومة التربوية

    عمرو قضاض
    عمرو قضاض


    المساهمات : 97
    تاريخ التسجيل : 19/04/2013
    العمر : 69
    الموقع : a.kodade@yahoo.com

    تقييم و إصلاح المنظومة التربوية Empty تقييم و إصلاح المنظومة التربوية

    مُساهمة  عمرو قضاض الخميس سبتمبر 11, 2014 8:38 am

    تتحدد المنظومة التربوية انطلاقا أولا من المؤسسات المشرفة عليها أي الدولة و القطاع الخاص و ثانيا من خلال الأهداف الاجتماعية التي ترسمها برامج التربية مثل تعميم التعليم و إجباريته و مجانيته و علاقة المنظومة التربوية برمتها بالتنمية الاقتصادية و أخيرا من خلال السياسات الاجتماعية للحكومة كالحد من الفوارق الاجتماعية.

    المنظومة التربوية ليست فحسب النموذج التربوي الذي يميز بلد عن آخر و مثال ذلك بعض النماذج التي يقوم تعليمها بشكل غالب على التأهيل المهني و تكوين المهارات التقنية و الفنية لتشغيلها بسوق العمل الصناعي و الالكتروني المتجدد باستمرار’ و ليست فقط البنية التربوية أي حجم السكان الذين يستفيدون من الخدمات التربوية و توزيعهم حسب مستويات التعليم و التأهيل المهني و حسب القطاعات و حسب المؤسسات التعليمية’ بل هي أوسع من ذلك و تشمل الإطار المؤسساتي العام الذي يشرف عليها و هو عموما وزارة التربية الوطنية’ كما أنها تتأثر بالسياسات الاجتماعية للحكومة.

    الحديث عن السياسة الاجتماعية للحكومة يعني فيما يعنيه التوجه السياسي للحكومة و السياسات المتبعة من طرفها في مجال التربية و أيضا يعني الأدوات التي بيدها و بالتحديد التخطيط الذي يتبعه البلد و الذي هو جزء لا يتجزأ من صيرورة التنمية الشاملة. و لذلك أعتقد أن كل تقييم و إصلاح للمنظومة التربوية لا بد و أن يستند على تشخيص نزيه للسياسات الاجتماعية المتعاقبة في مجال التربية و بخاصة تشخيص التخطيط في مجال التربية و التعليم و فحص مختلف البرامج المتعلقة بهما.

    من بين الأسباب التي تشكل عائقا أمام تقدم التربية وطنيا و جهويا توجد أسباب ديمغرافية لا يمكن إغفالها و تتلخص في التزايد السريع للسكان. يظهر هذا جليا في البلدان التي عرفت إلى حد قريب خصوبة مرتفعة و حيث يلاحظ الآن توسعا أكيدا لهرم التربية في جميع المستويات التعليمية على حساب هرم الأعمار للسكان لكن مع اكتظاظ أصبح غير مطاق في الكليات و الجامعات أساسا. علاوة على ذلك ينبغي تحديد الإكراه و بالضبط تشخيص الضغط الذي قد يحصل على الموارد و لماذا و النظر في ربط الأهداف التربوية بالبرامج و ما تتطلبه هذه الأخيرة من تعديل ( هل برامج التعليم القروي مثلا ملائمة لتحقيق أهداف التنمية المحلية ؟ ).
    من العوامل الديمغرافية الأخرى التي تشكل عائقا أمام تقدم المنظومة التربوية الهجرة القروية و النمو السريع لوتيرة التعميير ( التمدين) خاصة عندما يساهما هذين العاملين في توسيع هرم الأعمار 5 – 14 سنة.

    تؤخذ هذه الاعتبارات في الحسبان عند فحص أثر العوامل المذكورة أعلاه على  تقدم منظومة التربية سواء فيما يتعلق بالتعليم الأساسي أو التأهيل المهني أو محاربة الأمية و بالنظر إلى الوظيفة الأساسية للمنظومة التربوية كربط هذه الأخيرة بتنمية الموارد البشرية. في هذا الإطار تصلح التوقعات السكانية لتقدير أعداد المزاولين للدراسة مستقبلا و لدراسة الأهداف المسطرة فيما يتعلق بالتشغيل و بالخصاصة في اليد العاملة.

    لا شك أن حجم التعليم الابتدائي أشد ارتباطا بالتزايد السكاني و من ثم وجب تطويره بشكل خاص لأن هذا التعليم هو الذي سيمد فيما بعد التعليم الثانوي و التأهيل المهني و التعليم الجامعي و التعليم المتخصص و البحث العلمي.    

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 2:06 pm