منتدى واحة الديمغرافيا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علمي متميز يهتم بكل ما له علاقة بالسكان والديمغرافيا


    الخصائص الاجتماعية للهجرة (تتمة)

    عمرو قضاض
    عمرو قضاض


    المساهمات : 97
    تاريخ التسجيل : 19/04/2013
    العمر : 69
    الموقع : a.kodade@yahoo.com

    الخصائص الاجتماعية للهجرة (تتمة) Empty الخصائص الاجتماعية للهجرة (تتمة)

    مُساهمة  عمرو قضاض الأربعاء ديسمبر 25, 2013 5:05 am


     
    4) المشاكل الاجتماعية للهجرة

    قال الشاعر العربي قديما:
    سافر ففي الأسفار خمس فوائد ؛
    تغرب هم و كسب معيشة و علم و آمال و صحبة ماجد .
    و كان القاضي عياض رحمه الله يمقت السفر و النزول في الفنادق لما كان يعترض طريقه من لصوص و قطاع طرق.
    على قول الشاعر فالآمال التي يعقدها الشخص المهاجر في كسب المعيشة و تحسين مستوى عيشه و مساعدة عائلته التي تركها وراءه في شظف من العيش  قد لا تتحقق عند حلوله ببلد آخر. كثيرا ما تؤدي خيبة الأمل إلى نبذ المجتمع الجديد و إلى الانحراف الأخلاقي و العدوانية تجاهه .
    يتوقف سلوك المهاجر على درجة تشبثه أو انقطاعه عن ثقافته الأصلية و معتقداته الدينية و مبادئه الأخلاقية التي تربى عليها. و لذلك كان الجيل الثاني للمهاجرين هو الأكثر عرضة للانحراف خصوصا عندما يعيش حالة تصادم و تنافر ثقافي بين نوعية العلاقات العائلية التي يعيشها و تلك التي توجد بالبلد المستقبل.
    يلجأ المهاجرون المسلمون إلى التشبث بمعتقداتهم الدينية بشكل قوي لأنهم يجدون في دينهم الملاذ في الغربة للمحافظة على معنوياتهم و التغلب على الصعاب و المشاكل التي تطرحها الحياة في الحضارات المادية. علاوة على ذلك تشترك الطبقة العاملة من جميع الجنسيات في قيمة الشغل الإيجابية بغض النظر عن الدين و الجنس و العرق بحيث أن الشغل هو الذي يفرض الإحترام المتبادل.
    يبدأ اندماج المهاجر مع الجيل الثاني بشكل فعلي و بموازاة ذلك  يبدأ تفككه الثقافي الأصيل خاصة عندما لا تتخذ تدابير للتعايش بين الثقافات و هي تدابير تتعلق بالتربية و التعليم و التكوين النفسي و تقبل الاختلاف و التكيف المتواصل مع طبيعة الحياة العصرية و متطلباتها مثل ممارسة الرياضة و الأنشطة الثقافية المتنوعة و التي يتيحها البلد المستقبل.
    تبقى المدرسة هي الحصن الحصين لتلقين أبناء المهاجرين مبادئ ثقافتهم الأصلية و أيضا مبادئ الحياة المواطنة في المجتمع المستقبل بشكل يحد من الفجوة بين ما تلقنه المدرسة و ما يلقنه الآباء. أما فيما يتعلق بصراع الأجيال فهو وارد في جميع المجتمعات المعاصرة و يعتبر حالة طبيعية بل و صحية للتقدم الاجتماعي.
    يمارس المجتمع المستقبل ضغوطات كثيرة على المهاجرين و بعضها يؤدي إلى ظهور أعراض عقلية عند هؤلاء. و واقع الحال أن الاختلال العقلي هو أحد مظاهر الحياة العصرية التي تقوم على الفردانية كقيمة اجتماعية’ كما أن الأفراد المنعزلين هم أكثر تعرضا للأمراض العقلية  لأنهم يكونون أبعد من غيرهم عن الحياة الاجتماعية الطبيعية و كان دوركايم قد أوضح أن معدلات الانتحار هي أكثر ارتفاعا عند العزب من المتزوجين. من جهة أخرى أثبتت بعض الدراسات أن الأمراض العقلية يمكن أن تنشأ نتيجة التمييز في الشغل و خاصة في حالة استخدام المهاجرين في المزارع الفلاحية  المنعزلة و حرمانهم من التواصل الإنساني.
    تطرح هجرة الأفارقة مشاكل من نوع آخر  لأن المرور من التشريع القبلي الضيق إلى الحرية الفردية ليس مسألة سهلة خصوصا في المجتمعات الغربية ’ بينما في المغرب لا يطرح هذا المشكل بتاتا لأن مصطلح الأخوة عندنا لا يشمل القرابة الدموية أو الانتماء القبلي فحسب و إنما هو أوسع من ذلك كما أن الأخوة الأفريقية معتقد راسخ في ثقافة شعوب أفريقيا.
    المشكل الاجتماعي الأخير للهجرة يتعلق بالسكن بحيث أن عدم التحكم في الهجرة المستقدمة قد يؤدي إلى انتشار دور الصفيح و مخيمات المهاجرين و ما يصاحب ذلك من مشاكل تتعلق بالدعارة و انتشار الأمراض المتنقلة جنسيا.  

      الوقت/التاريخ الآن هو السبت أبريل 27, 2024 10:11 am