الحدث الذي يثير انتباه الرأي العام صباح يومه الاثنين هو الاعتداء الذي أنعته بالمشين على وزير السكنى و التعمير و سياسة المدينة السيد نبيل بن عبد الله عندما بادر إلى إلقاء خطاب تواصلي مع الجماهير الكادحة بتنظيم من حزب التقدم و الاشتراكية الذي ينتمي إليه و يترأسه حاليا’ بمدينة أسا يوم الأحد الخالي بحيث أنه تعرض إلى رشق بالحجارة ( على طريقة الرجم ) مما أسفر عنه إصابات برأسه و حمله إلى المستشفى قصد المعالجة.
و الغريب في الأمر أن بعض الصحف أشارت إلى "مواطنين" يقومون بمثل هذا الفعل الشنيع و أتساءل منذ متى كانت المواطنة تعني اللجوء إلى أساليب العنف و الطرق الغابرة التي لم تتطور لمسايرة الحضارة العربية الإسلامية و الكونية في حقوق العباد و الإنسان.
و حسب بعض التحاليل هناك ربط بين مشاركة حزب التقدم و الاشتراكية و وضعية الغلاء في الأسعار التي تشهدها مؤخرا الحكومة المغربية برئاسة عبد الإله بنكيران من حزب العدالة و التنمية’ و هذا ما يضفي سخطا على ممثلي حزب التقدم و الاشتراكية في الحكومة الحالية. و للإشارة كان وزير الصحة من نفس الحزب قد تعرض إلى قذف بالكلام من طرف بعض الأشخاص المهنيين في هيئة الصيدلة.
إلا أن التحليل العلمي للواقع السياسي و الاجتماعي بالمغرب يظهر بأن حزب التقدم و الاشتراكية رغم ما يمكن أن يؤخذ عليه في اختياراته الحكومية فهو حزب ينتمي إلى الكتلة الديمقراطية و يؤمن بمبادئ الديمقراطية إيمانا راسخا انطلاقا من توجهه الاشتراكي العلمي و نضاله العتيد ضد القمع و الاستبداد في الحكم و مناصرته لقضايا المرأة و للطبقة العاملة بشكل عام.
و إذن إن أسلوبا من هذا القبيل غير مقبول نهائيا في عصر الديمقراطية التي يشقها المغرب شقا و يناضل من أجلها الملك و الشعب.
و الديقراطية هي أن نتقبل عواقب العواقب بما في ذلك عواقب الإدلاء بصوت خلال الانتخابات و عدم التملص من عواقب الأمور و لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
نعم لقد عرف المغرب أيام القمع و الاستبداد سياسة العصا و التلويح بالرجم و العياذ بالله.
و أنا في هذا المنبر العلمي أشير إلى الضغوطات الحالية التي تنجم عن مقتضيات انتشار المبادئ الديمقراطية وضرورة الرفع من مستوى المعيشة للسكان و تصاعد حاجيات الترفيه الفردي و تصاعد الحاجيات في الطاقة و الرغبة في وسائل النقل الفردية و الجماعية.