منتدى واحة الديمغرافيا

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى علمي متميز يهتم بكل ما له علاقة بالسكان والديمغرافيا


    السكان و الإنتاج الاقتصلدي ( تابع ا)

    عمرو قضاض
    عمرو قضاض


    المساهمات : 97
    تاريخ التسجيل : 19/04/2013
    العمر : 69
    الموقع : a.kodade@yahoo.com

    السكان و الإنتاج الاقتصلدي ( تابع ا) Empty السكان و الإنتاج الاقتصلدي ( تابع ا)

    مُساهمة  عمرو قضاض الجمعة أبريل 04, 2014 3:02 am

    3. ثالثا’ تعبر الأهمية الرقمية للسكان تجاه الموارد الطبيعية و بخاصة تجاه الأرض عن وجود علاقة رياضية بين السكان و الأرض تكون لها انعكاسات مختلفة على الإنتاج الفلاحي و على الإنتاجية الفلاحية. يتجلى ذلك بوضوح عندما يتم فحص وضعية الشغل و كذا المشاكل المرتبطة به. المهم في هذه العلاقة ليس هو حجم السكان في حد ذاته و لكن الأهمية الرقمية للسكان تجاه الأرض’ أي أهمية الكثافة السكانية تجاه الأراضي الفلاحية’ أو تجاه موارد طبيعية أخرى مثل المدن الساحلية و ضفاف الأنهار و الصحراء و غيرها...
    تقدر ساكنة بلدان المغرب الكبير بما يفوق 83 مليون نسمة سنة 2013 و من المتوقع أن تتضاعف في غضون سنة 2025 ’ و تمثل التجمعات السكنية لكل من الدار البيضاء’ الجزائر العاصمة و تونس 10 في المائة من مجموع سكان المغرب الكبير’ و يعزى هذا الامتياز السكاني’ إن صح التعبير’ شأنه في ذلك شأن مدن العالم الساحلية’ إلى تواجد المدن الساحلية و إلى التجارة العالمية. يتمركز 40 في المائة من السكان بالجزائر في 2 في المائة فقط من الأراضي الساحلية و بموريطانيا يتمركز جل السكان حول ضفاف نهر السينيغال. إن ما يميز الدينامية السكانية في هذه البلدان هو من جهة بنية أعمارها الشابة ( حوالي نسبة 40 في المائة يقل عمرها عن 15 سنة ) و من جهة ثانية الانفجار الحضري الذي تعرفه بفعل تسارع وتيرتي الهجرة القروية و التعمير.
    يكمن العائق الأساسي أمام الشغل الكامل أو الشغل للجميع ’ من منظور النظرية الاقتصادية ’ في وجود اختلال بين العناصر الفاعلة للسكان’ أساسا اليد العاملة’ و الموارد الطبيعية للاقتصاد.
    عندما نتفحص أوضاع الشغل و الشغيلة في بلداننا المغاربية نصطدم بوجود أرقام مهمة تعبر عن حجم الأشغال الموسمية و البطالة في القرى و المدن و التعاطي للشغل الناقص’ و هي أوضاع تعبر كلها عن ضعف الإنتاجية. من جهة أخرى تجد البطالة المتفشية في البوادي و القرى المحرك الأساسي و السبب الرئيس للهجرة القروية’ و مع ذلك و بالرغم من التناقص العددي الكبير في حجم اليد العاملة الفلاحية فإن الإنتاجية الفلاحية في البوادي و القرى تبقى دائما قارة و ضعيفة سواء قل أو كثر عدد الأيدي العاملة. نحن إذن هنا أمام معطى هام و اختلال خطير يتلخص في عمارة الأرض’ في القرى و الحواضر’ أكثر مما يلزم. و هذا الاختلال سببه سكاني من حيث الظاهر’ لكنه يطرح من حيث الباطن المشكل العويص للتنمية القروية. الاختلال موجود لأن الفلاح الصغير أو العامل الزراعي ليس له ما يكفي من الأرض و من العتاد التقني و من الرأسمال’ و هو ما يحد قطعا من قدرته الإنتاجية.


      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد أبريل 28, 2024 9:57 am